“حرام نسبي” هي رواية كل ما يُفعل ولا يقال بل ربما يقال عكسه بالعلن وينفذ بحذافيره بالخفاء ضمن منظومة مجتمعية تطورت تلقائيا تحت الاحتلال الإسرائيلي في القدس ومفارقاته وألاعيبه وتدهور الحال وتراكم الغضب والذل. هي تكملة لرواية القدس التي بدأها عارف الحسيني في رواية “كافر سبت” ويكملها في “حرام نسبي” على لسان “حورية” بنت البلد وبطلة الرواية، وهي تفيض بما لديها حول مدينتها وأهلها ولسان حال المرأة فيها، بنت المناضل وأخت المهاجر وزوجة الأسير وعشيقة المتمرد “كافر السبت”. تدور أحداثها في القدس القديمة وخارج السور أيضاً، تصف المكان الذي تختلج ثنايا التاريخ في كل زواياه وتسرد حكاية الزمان منذ الاحتلال البغيض وحتى العقد الأول من الألفية الثانية، تتناول ما دار ويدور بنقدٍ وخفة ظل متسارعة، تتهكم على الموقف والحال وتتقن الفكاهة السوداء في بعض الأحيان وتراجيديا واقعية في أحيان أخرى. تبوح حورية بطلة الرواية المقدسية بما حملته معها عن الحياة والموت، عن الحب والزواج، عن الفتاة والمرأة والرجل في مجتمعٍ يقهره المُحتل، تذود عن حرية روحها بكل ما لديها من عنفوان فتنجح هنا وتفشل هناك لكنها تبقي الحب هاجسا وموجها نحو الحرية. “حرام نسبي” رواية مستقلة، لها كينونة نابضة بحد ذاتها، وتستوفي جزءا من اللوحة الفسيفسائية المقدسية التي رسم معالمها نبيه بطل رواية “كافر السبت”، ولونتها حورية بالوحمة على ركبتها وخلاصة تجربتها. تتقاطع “حرام نسبي” مع “كافر سبت” في المكان والزمان وبعض الشخصيات، وتحيك الغرزة الثانية في ثلاثية عارف الحسيني عن القدس والحب والحياة.